رصدت الدراسات الطبية نسبة غير قليلة من السيدات الحوامل -تتراوح ما بين 30 و50% منهن- يُعانين آلام حادة أسفل الظهر، وتنتشر هذه الآلام إلى أسفل القدمين خلال الثلث الأخير من الحمل، وهي حالة تعرف طبيًا باسم “آلام مرض عرق النسا”، فما أسبابها؟ وهل تختفي هذه الآلام بعد الولادة؟ دعونا نتعرف إلى إجابات هذه الأسئلة من خلال مقال اليوم.
ما مرض عرق النسا؟
عرق النسا مصطلح طبي يطلقه الأطباء على الألم الذي يمتد من أسفل الظهر إلى الساقين نتيجة وجود شيء ما يضغط على منشأ العصب الوركي.
ويبدأ العصب الوركي من جذور الأعصاب الموجودة في الفقرات القطنية أسفل العمود الفقري، ويمتد إلى الوركين والأرداف، ويتشعب إلى ألياف عصبية رفيعة تتوغل بين أنسجة عضلات الساقين حتى أسفل القدم (مشط القدم).
وتنتشر الإصابة بـ مرض عرق النساء بين الرجال والنساء، وليس للاسم علاقة بجنس المُصاب، لكنه قد يكون أكثر شيوعًا بين السيدات خاصةً اللواتي خضن تجربة الحمل والولادة أكثر من مرة.
ما هو عرق النسا للحامل؟ وما أسبابه؟
في أغلب الأحيان تكون الإصابة بـ مرض عرق النسا مقرونة بمعاناة إصابة ما في العمود الفقري، مثل انزلاق أحد غضاريف الفقرات القطنية الذي يؤدي إلى الضغط على جذور العصب الوركي المارة بالقناة الشوكية.
وقد يختلف الأمر قليلًا عند الحديث عن مرض عرق النسا لدى الحوامل، فالألم هنا أسبابه متعددة لا تقتصر على انزلاق الغضروف فحسب، بل قد تنتج من:
- ضغط الجنين في الرحم على الحوض وعضلات الساقين وأربطتها، الأمر الذي قد يؤدي إلى التهاب العصب الوركي بالتبعية.
- إفراز الجسم هرمون “ريلاكسين” خلال أشهر الحمل الأخيرة من أجل زيادة ارتخاء أربطة الحوض استعدادًا للولادة، ما يزيد من ضغط الجذع العلوي على عضلات الحوض ومفاصله دون وجود داعم لها.
هل تنتهي آلام مرض عرق النسا بالولادة؟
بالحديث عن أسباب التهاب العصب الوركي المرتبطة بالحمل، تظن بعض السيدات أن مرض عرق النسا سيُفارقها عقب الولادة مباشرةً نتيجة زوال ثقل وزن الجنين الذي يضغط على العصب، لكن -في أغلب الأحوال- لا تنتهي هذه الآلام بالولادة، فهي قد تستمر عدة أشهر لاحقة بسبب حمل الأم للطفل باستمرار -سواءً على ذراعها أو بواسطة استخدام حامل الأطفال-.
ويشير هذا الأمر إلى استمرار وجود ضغط على فقرات أسفل الظهر وعضلات الحوض والساقين، ما قد يؤثر في العصب الوركي مسببًا التهابه واستمرار الشعور بالألم.
العلاقة بين الضغط على العضلات وآلام عرق النسا
لا يمكن النظر إلى العصب الوركي على أنه جزء منفصل يمتد على استقامة الساقين، بل هو مجموعة من الألياف العصبية التي تتغلغل داخل العضلات وتتفرع في أنسجتها، لذا يتأثر العصب الوركي بزيادة الضغط الواقع على عضلات الساقين ويُصاب بالالتهاب.
ولا تنتهي دائرة الألم في العضلات المُصابة بالإجهاد فحسب، بل تنتشر إلى جميع المناطق التي يمر بها العصب الوركي بالكامل.
علاج الم اسفل الظهر عند النساء الحوامل
يمكن علاج عرق النساء لدى الحوامل منزليًا في حال كانت الإصابة غير مقترنة بوجود مُشكلة في الفقرات القطنية، وذلك عن طريق ممارسة بعض التمارين الرياضية، مثل:
-
تمرين عضلة الكمثري المتشنجة
يهدف التمرين إلى التخلص من تشنج عضلة الكمثري القابعة في الردفين بهدف التخلص من آلام العصب الوركي، ويُجرى عن طريق:
- مرض عرق النسا لدى الحوامل
- الجلوس عل كرسي مناسب لقامة الجسم، مع وضع القدمين مستويين على الأرض.
- وضع كاحل القدم الأيسر على القدم اليمنى.
- الحفاظ عل استقامة الجسم والميل إلى الأمام تدريجيًا حتى التأكد من تمدد الأرداف.
- ممارسة التمرين مدة 30 ثانية، وتكراره عدة مرات على مدار اليوم.
تمرين تمدد عضلات الورك
يُجرى هذا التمرين من أجل فك تشنجات عضلات الفخذ الأمامية عن طريق:
- مرض عرق النسا لدى الحوامل
- الجلوس على الأرض والتقدم خطوة إلى الأمام حتي يُصبح الورك والركبة بزاوية 90 درجة على الأرض.
- تحويل الوزن إلى الأمام حتي يتمدد الجزء الأمامي من الورك.
- الحفاظ على نفس الوضعية مدة 30 ثانية، وتكرار التمرين عبر الاستعانة بجانب الجسم الآخر.
تمرين اليوجا “وضعية الحمامة”
وضعية الحمامة واحدة من وضعيات اليوجا الشهيرة التي تُساعد على التخلص من آلام العصب الوركي في أثناء الحمل، من خلال:
- مرض عرق النسا لدى الحوامل
- الجلوس على اليدين حيث تكون الركبتين على الأرض.
- تحريك الركبة اليمنة إلى الأمام لتُصبح بين اليدين.
- تحريك الساق اليسرى إلى الخلف مع بقاء الركبة على الأرض.
- الانحناء إلى الأمام على ساقك اليمنى، مع وضع منشفة ملفوفة أسفلها لتسهيل إجراء التمرين.
- تكرار الحركة إلى الأمام مدة دقيقة، وممارسة التمرين على مدار اليوم كلما أمكن.
إن لم تكن التمارين المنزلية كافية في مُساعدتك على التخلص من آثار اسباب عرق النسا وعلاجه خلال فترة الحمل، فينبغي استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق وخطة العلاج المناسبة.
ما تقنية التردد الحراري؟ وما دورها في علاج مرض عرق النسا؟
تقنية التردد الحراري من تقنيات علاج آلام الجسم المزمنة التي لاقت رواجًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، فهي تُساعد على تسكين آلام الأعصاب دون أن تؤثر فيها بالسلب.
وتعمل تقنية التردد الحراري عن طريق بث الجهاز موجات كهرومغناطيسية تجاه العصب الوركي، الأمر الذي يثبط دوره المتعلق بإرسال الإشارات العصبية إلى المخ التي تُسبب الشعور بالألم.
وتُعد تقنية التردد الحراري أحد الوسائل المناسبة لعلاج مرض عرق النسا وآلامه خلال فترة الحمل، وحتى موعد الولادة، لكن ينبغي أولًا استشارة الطبيب حول العلاج المناسب.
لمعرفة أي من الوسيلتين -التردد الحراري أم التمارين الرياضية- الأنسب لعلاجك ننصحك بحجز موعد مع الدكتور أحمد فتحي للخضوع للفحص والحصول على تشخيص طبي دقيق لحالتك.
اقرأ أيضآ
