“هل يمكن الشفاء تمامًا من الانزلاق الغضروفي؟” سؤال يطرحه كثير من مرضى الغضروف في الزيارة الأولى لطبيب العمود الفقري، ليتخذوا على أساسه قرار خوض رحلة العلاج من عدمه، إذ يعتقد كثير من المرضى أن رحلة العلاج تكون مضيعة للوقت والمال إذا لم تضمن لهم الشفاء من المرض.
ترى هل يشفى الانزلاق الغضروفي تمامًا؟ وما هي علامات الشفاء منه وطرق العلاج الفعالة في ذلك؟ نناقش إجابات هذه الأسئلة وأكثر في فقرات هذا المقال.
هل يمكن الشفاء تمامًا من الانزلاق الغضروفي؟
لحسن الحظ يشفى نحو 95% أو أكثر من مرضى الغضروف تمامًا من المرض وعادة ما تنقسم هذه النسبة بين فئتين محددتين:
فئات تُصاب بالانزلاق الغضروفي من الدرجة الأولى والثانية دون معاناة أي أعراض تعيق سير حياتهم اليومية، ومن ثم لا تُكتشف إصابتهم بالانزلاق الغضروفي ولا يحتاجون لخوض رحلة علاج.
فئات أخرى تصاب بالغضروف الذي يصحبه بعض الآلام المزعجة والآثار السلبية على سلاسة الحركة، وفي هذه الحالة عند خضوع المرضى للعلاج المناسب -جراحي أو غير جراحي-، يتماثلون إلى الشفاء العاجل دون مضاعفات.
على صعيد آخر بالنسبة للمرضى الذي شُخصوا بالانزلاق الغضروفي في مراحل متأخرة وقد أصيبوا بالفعل بمضاعفات بالغة -بسبب ضغط الغضروف المنزلق على العصب فترات طويلة وتلف كبسولة الغضروف- فقد تستمر معاناتهم مع تلك المضاعفات حتى بعد خوضهم لرحلة العلاج، ولكن لا داعي للقلق إطلاقًا فلا يحدث ذلك سوى في 2% فقط من مرضى الغضروف.
استكمالًا لنهج مقالنا الذي اهتم بالإجابة عن سؤال هل يمكن الشفاء تمامًا من الانزلاق الغضروفي، دعونا نوضح تفصيلًا فيما يلي مفهوم الشفاء من الانزلاق الغضروفي مشيرين إلى أبرز علامات الشفاء.
مفهوم التعافي وعلامات الشفاء من الانزلاق الغضروفي
قبل أن نتطرق تفصيلًا عن المفهوم الصحيح للتعافي من الانزلاق الغضروفي وعلاماته، دعونا نلقي نظرة سريعة عن ما هو الانزلاق الغضروفي لنقرب الصورة أكثر، فالانزلاق الغضروفي هو تزحزح الغضروف الفاصل بين فقرات العمود الفقري، بسبب فقدانه لمرونته وتسببه في الضغط على الأعصاب المجاورة ومعاناة المريض آلام مزعجة.
وعليه نستنتج أن الهدف الرئيسي من علاج الغضروف والمفهوم الصحيح للتعافي منه يرتبط في المقام الأول باستعادة المريض قدرته على أداء مهامه اليومية بلا ألم أو عجز، دون النظر إلى إمكانية عودة الغضروف إلى مكانه من عدمها.
أما عن علامات الشفاء من الانزلاق الغضروفي فعادة تشمل ما يلي:
استعادة قدرة المريض على الحركة تدريجيًا داخل المنزل دون ألم.
استعادة القدرة على الحركة بسلاسة خارج المنزل وأداء المهام اليومية دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين.
ولعل هذه الأعراض لا تظهر بنفس الدرجة والسرعة بين جميع مرضى الانزلاق الغضروفي، بل تختلف نسبة الشفاء تبعًا لمعايير عدة نناقشها تفصيلًا فيما يلي.
معايير تختلف على أساسها نسبة الشفاء من الانزلاق الغضروفي
تشمل أهم المعايير المؤثرة في نسبة الشفاء من الانزلاق الغضروفي ما يلي:
أنواع الانزلاق الغضروفي ودرجته
توجد أنواع عديدة من الانزلاق الغضروفي أشهرها العنقي والقطني، بينما تختلف درجاتها حسب درجة انزلاق الغضروف من مكانه وتُصنف من الدرجة الأولى إلى الرابعة.
طرق علاج الانزلاق الغضروفي ومدى ملاءمتها لحالة المريض
تختلف سبل علاج الانزلاق الغضروفى من حالة لأخرى، إذ تتماثل بعض الحالات للشفاء بمجرد تغيير نمط حياتهم للأفضل وخسارة بعض الوزن إضافة إلى جلسات العلاج الطبيعي، بينما تستدعي حالات أخرى الخضوع للجراحات أو تقنيات الحقن للتعافي.
إضافة إلى ذلك يُعد اختيار التقنية الأنسب لكل مريض من أهم العوامل المؤثرة في نسب الشفاء أيضًا.
خبرة الطبيب المعالج
خبرة الطبيب تصنع فارقًا كبيرًا في نسب الشفاء من الغضروف، إذ تبدأ من التشخيص الصحيح لدرجة الغضروف وتنتهي بترشيح المريض إلى الأسلوب الأنسب لعلاجه ومتابعة استجابة جسمه لهذا الأسلوب.
في ختام مقالنا الذي دارت أحداثه حول إجابة سؤال هل يمكن الشفاء تمامًا من الانزلاق الغضروفي والعوامل المؤثرة في ذلك، دعونا ننهي حديثنا بالإجابة عن أكثر الأسئلة طرحًا من قبل مرضى الغضروف وذويهم.
الاسئلة الشائعة
هل يمكن التعايش مع الانزلاق الغضروفي؟
لا يمكن التعايش مع الانزلاق الغضروفي دون متابعة طبية أو علاج، وذلك لأن إهماله فترات طويلة قد يتسبب في سوء حالة الغضروف وتلف الأعصاب المنضغطة، ما يُعرض المريض إلى مضاعفات خطيرة غير قابلة للعلاج فيما بعد مثل السلس البولي والبرازي، وضعف عضلات الذراعين أو الساقين.
هل الجلوس مضر لمرضى الانزلاق الغضروفي؟
بالطبع قد يسبب الجلوس فترات طويلة بوضعية غير مريحة في الضغط على فقرات الظهر والغضاريف الفاصلة بينها بصورة خاطئة، ومن ثم ضغط الغضاريف على الأعصاب المحيطة به وتفاقم الألم، لذلك يجب على مرضى الغضروف عدم الجلوس لفترات طويلة وضرورة اختيار كراسي مريحة للظهر.
هل العلاقة الزوجية تؤثر على الانزلاق الغضروفي؟
قد تسبب بعض وضعيات الجماع التي تعتمد على التحميل بصورة مفرطة على فقرات أسفل الظهر على مرضى الغضروف وتزيد من آلامهم، ولذلك من الضروري مناقشة الطبيب المعالج في ذلك وسؤاله عن أفضل الوضعيات المريحة لمرضى الغضروف.
ما هو الحل النهائي للانزلاق الغضروفي؟
لا يوجد أسلوب علاجي واحد يمكن اتباعه كحل نهائي لجميع حالات الغضروف، بل يرتبط الشفاء من الغضروف باستشارة الطبيب في المراحل المبكرة من المرض والالتزام التام بالأسلوب العلاجي ونمط الحياة الذي يوصي به.
على غرار إجابتنا عن سؤال هل يمكن الشفاء تمامًا من الانزلاق الغضروفي وبعض الأسئلة الشائعة الأخرى، يمكنكم طرح مزيد من التساؤلات عن الانزلاق الغضروفي والحصول على إجابات شافية من خلال حجز موعد مع الدكتور أحمد فتحي الشيمي -استشاري جراحات العمود الفقري-.
لمعرفة أقرب المواعيد يمكنكم التواصل عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
صارت أعراض غضروف الرقبة تظهر تهاجم مختلف الفئات العمرية مؤخرًا، ولعل لذلك له علاقة بما فرضه نمط حياتنا المتسارع من أسلوب حياة غير صحي وممارسات خاطئة تضع عديد من الأعباء على عمودنا الفقري، لاسيما فقرات الرقبة.
في هذا المقال نناقش كافة التفاصيل عن اعراض انزلاق غضروف الرقبة مشيرين إلى سبب ظهورها في فئات معينة دون غيرهم، وكيفية الوقاية منها.
اعراض انزلاق غضروف الرقبة مختلفة الشدة حسب درجة الانزلاق
تتفاوت شدة أعراض غضروف الرقبة بين مريض وآخر حسب درجة الانزلاق والأعصاب المتضررة بسبب الغضروف المنزلق، ولكن عادة تنطوي هذه الأعراض على ما يلي:
ألم متفاوت الشدة في الجزء الخلفي أو الجانبي من الرقبة، يزداد سوءًا عند ثنيها إلى الأمام أو توجيهها إلى أحد الجانبين.
ألم حارق في الكتف قد يمتد إلى الذراع أو اليد أو الأصابع، يصاحبه شعور بالحرارة أو اللسعات الكهربائية.
تيبس عضلات الرقبة وعدم القدرة على تحريكها بسلاسة في كافة الاتجاهات.
خدر وتنميل في الذراع واليد والأصابع.
تفاقم الألم عند ممارسة الرياضة اليومية أو حمل أوزان ثقيلة.
ضعف في عضلات الذراع وعدم القدرة على أداء المهام اليومية كالسابق.
تُعد هذه الأعراض الأكثر شيوعًا بين مرضى غضروف الرقبة في المراحل المبكرة إلى المتوسطة من المرض، بينما يعاني آخرون أعراض أكثر شدة وأقل شيوعًا في المراحل المتأخرة من المرض.
اعراض انزلاق غضروف الرقبة الأقل شيوعًا
تظهر اعراض انزلاق غضروف الرقبة الأقل شيوعًا عندما يضغط الغضروف المنزلق على الحبل الشوكي، ما ينتج عنه معاناة المرض مما يلي:
ألم ووخز وضعف في كلا الذراعين أو الساقين.
عدم القدرة على المشي بتوازن.
السلس البولي أو البرازي بسبب ضغط الغضروف على الأعصاب المتحكمة في حركة الأمعاء والمثانة.
تشير هذه الأعراض إلى وصول المرض إلى مراحل متأخرة للغاية تستدعي التدخل الفوري لعلاج الانزلاق الغضروفي العنقي، وغالبًا يكون التدخل الجراحي هو الحل الوحيد حينئذ.
ولعلك تتساءل الآن عزيزي القارئ “هل جميعنا معرضون للإصابة بغضروف الرقبة؟” والإجابة هي بالطبع لا، بل تُصاب فئات معينة من الأشخاص بهذا المرض دون غيرهم؛ لعدة أسباب.
أعراض الغضروف في الرقبة أكثر ظهورًا بين هذه الفئات
تظهر أعراض غضروف الرقبة بكثرة بين الفئات التالية:
مرضى السمنة؛ لما يسببه الوزن الزائد من ضغط على فقرات الرقبة وعضلاتها.
المدخنون، فقد وُجد للتدخينآثار سلبية على صحة غضاريف العمود الفقري بوجه عام.
ممتهنو الأعمال المكتبية، والمهن التي تتطلب حمل أوزان ثقيلة؛ لما تفرضه عليهم طبيعة العمل من الجلوس أو الوقوف بوضعيات مضرة للعمود الفقري فترات طويلة.
كبار السن، فالتقدم بالعمر يفقد غضاريف العمود الفقري مرونتها، وتصير أكثر عرضة للانكماش والانزلاق.
ولعل حديثنا السابق أثار القلق لدى الفئات المعرضة للإصابة بالغضروف العنقي، وعلهم يتساءلون الآن “هل من طريقة ما لمنع الإصابة بالغضروف العنقي؟”
هل يمكن الوقاية من أعراض الانزلاق الغضروفي في الرقبة؟
بالطبع يمكن تقليل خطر الإصابة بغضروف الرقبة وأعراضه المزعجة من خلال اتباع التعليمات الآتية:
الحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع حمية غذائية صحية وممارسة الرياضة بانتظام.
اتباع وضعيات الجلوس والنوم الصحيحة وتجنب الوضعيات التي تضع مزيدًا من الضغط على فقرات الرقبة مثل الانحناء للأمام.
بالنسبة لحاملي الأوزان الثقيلة، يجب تعلم الطريقة الصحيحة لحمل الأشياء من الأرض وتقسيم الحمولة إلى أوزان صغيرة؛ تجنبًا لانزلاق غضاريف الرقبة والإجهاد العضلي.
الإقلاع عن التدخين.
أما بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بغضروف الرقبة، فعادة يوصيهم الأطباء ببعض النصائح لوقف تدهور المرض.
نصائح لمرضى غضروف الرقبة
تشمل أهم هذه النصائح:
عدم الجلوس فترات طويلة وفي وضعية واحدة فقط.
اختيار مرتبة ووسادة توفر الراحة والمرونة لعضلات الرقبة وفقراتها، على أن تكون الوسادة على ارتفاع مناسب لمستوى الجسم ولا تعلوه كثيرًا.
استخدام الرقبة الطبية بعد استشارة الطبيب عند الجلوس أو الوقوف فترات طويلة؛ لتخفيف الضغط الواقع من الرأس على فقرات الرقبة.
تقوية عضلات الرقبة من خلال ممارسة بعض التمارين التي يوصي بها الطبيب.
الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي والتدليك التي يوصي بها الطبيب لتخفيف أعراض غضروف الرقبة.
في نهاية حديثنا عن اعراض انزلاق غضروف الرقبة وأهم النصائح للحد من آلامه وإبطاء تطور المرض، نتطرق فيما يلي إلى إجابات بعض الأسئلة الشائعة التي يطرحها مرضى انزلاق غضروف الرقبة.
النوم على أحد الجانبين مع ضبط ارتفاع الوسادة بحيث تكون الرأس في موازاة الجسم وليست مرتفعة أو منخفضة عنها.
النوم على الظهر مع جعل ارتفاع الوسادة مناسب لمستوى الجسم أيضًا.
هل غضروف الرقبة يؤثر على الذراع؟
بالطبع يتسبب الانزلاق الغضروفي العنقي في الضغط على الأعصاب التي تُغذي الذراع، ما ينتج عنه معاناة آلام مزعجة في الكتف والذراع وفقدان القدرة على تحريكهما بسلاسة.
هل يمكن التعايش مع غضروف الرقبة؟
لا يمكن التعايش مع غضروف الرقبة دون علاج، وذلك لأن حالة المريض تسوء مع مرور الوقت وتمنعه أعراضه المزعجة من أداء مهامه اليومية بسلاسة، وقد يصل الأمر إلى إصابته بمضاعفات خطيرة أيضًا مثل فقدان القدرة على تحريك الذراعين أو الساقين تمامًا بسبب ضغط غضروف الرقبة المستمر على جذور الأعصاب والحبل الشوكي.
هل لبس الرقبة مفيد لغضروف الرقبة؟
قد يفيد لبس الرقبة مرضى غضروف الرقبة في بعض الأحيان، خاصة من يعانون التهاب حاد في فقرات الرقبة أو العضلات؛ إذ تسهم الرقبة الطبية حينئذ في تخفيف الضغط عليهما وتسكين آلام المريض، ولكن إذا بالغ المريض في ارتدائها لمدة تتجاوز المدة التي أوصاه الطبيب بها بسبب شعوره بالراحة، قد يُصيب ذلك عضلات الرقبة بالضعف والتيبس، ما ينعكس بالسلب على رحلة التعافي من الغضروف.
يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن علاج الانزلاق الغضروفي العنقي من خلال استشارة الدكتور أحمد فتحي الشيمي -استشاري جراحات العمود الفقري والعظام والمفاصل-، للحجز والاستعلام تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني