تُعد آلام الظهر أكثر الأسباب الداعية لاستهلاك مسكنات الألم حول العالم، إذ رصدت الإحصائيات العالمية إصابة نحو 619 مليون شخص حول العالم بآلام الظهر في عام 2020، ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد إلى 843 مليون بقدوم عام 2050.
ويُعتقد أن آلام الظهر تختلف حسب الفئة العمرية، فما يظهر للصغير لا يشبه الذي يتعرض له كبير السن، فهل هذا صحيح؟ الإجابة في هذا المقال الذي خصصناه للحديث عن أنواع آلام الظهر والتوعية بشأن الأسلوب المثالي الذي يسلكه الطبيب للتعامل معها.
آلام الظهر، روشتة العلاج غير قابلة للتبادل
كثير منا يرتكب أخطاءً كبيرة عند معاناته آلام الظهر مع اختلاف مواضعها، وهي تجاهل استشارة الطبيب المختص ومعرفة سبب الآلام التي يعانيها، إلى جانب الاستعانة بروشتة قديمة لدى أحد أفراد عائلته أو أقربائه الذي كان يعاني نفس أعراضه، والبدء بتناول الأدوية الموصوفة بها بانتظام للتغلب على الألم في أسرع وقت ممكن.
والحقيقة أن هذه الأفعال قد تنجح في بعض الأحيان في تسكين الألم بصورة مؤقتة، لكنها تُغطي بصورة أو أخرى على سبب المشكلة، وتسبب تفاقمها مع مرور الوقت ومعاناة نوبات متكررة مع نفس نوع الألم دون الوصول إلى حل جذري له.
إضافة إلى ذلك قد تتعارض تلك الأدوية -التي يتناولها المريض دون استشارة طبية- مع أمراض مزمنة يعانيها مثل ارتفاع ضغط الدم، وتُلحق به مضاعفات كان في غنى عنها.
لهذا نشير إلى ضرورة استشارة الطبيب عند المعاناة من آلام الظهر لوجود أنواع مختلفة منها، ولضرورة تقييم الطبيب للحالة ككل -بوضع العمر وعوامل أخرى في عين الاعتبار- للوصول إلى التشخيص السليم.
أنواع آلام الظهر حسب الفئة العمرية وتوقيت ظهور الألم
تشير آلام الظهر عادة إلى مشكلات في العمود الفقري أو الغضاريف أو ما يحيطهما من عضلات أو أعصاب، وقد تنذر آلام الظهر أيضًا بوجود مشكلة جذرية في مكان آخر، ويُفرِّق الطبيب بين هذه الأسباب اعتمادًا على الفئة العمرية وتوقيت ظهور الأعراض كما يلي:
آلام مزمنة في منتصف وأسفل الظهر لدى كبار السن
تشير آلام الظهر المزمنة عادة لدى كبار السن إلى وجود مشكلات في فقرات العمود الفقري أو الغضاريف الفاصلة بينهما، إذ تفقد هذه الغضاريف مرونتها مع التقدم في العمر، ما يسبب انزلاقها عن أماكنها الطبيعية وضغطها على الأعصاب المجاورة لها.
وقد تتآكل هذه الغضاريف وتسبب احتكاك الفقرات ببعضها، ليعاني كبار السن في النهاية من آلام مستمرة ومتفاوتة الشدة في منتصف وأسفل الظهر -حسب مكان الإصابة-، تمتد أحيانًا إلى الفخذ والساق.
لذلك عند الحديث عن أكثر أنواع آلام الظهر شيوعًا لدى كبار السن فهو ألم أسفل الظهر الناتج عن الانزلاق الغضروفي وخشونة فقرات العمود الفقري وعرق النسا وغيرها.
آلام مفاجئة ومركزة في منطقة ما من الظهر لدى كبار السن
آلام الظهر المفاجئة والمركزة في مكان ما لدى كبار السن من الأعراض النادرة، لكنها تثير قلق أطباء العمود الفقري، وتدفعهم إلى إخضاع مرضاهم لفحوصات عاجلة ودقيقة، إذ تشير -في بعض الحالات- إلى وجود أورام ثانوية في العمود الفقري، بمعنى أن ورم ما انتقل من أحد أعضاء الجسم إلى العمود الفقري.
وبالنسبة للنساء فإن أكثر حالات أورام العمود الفقري الثانوية تنتج عن سرطان الثدي أو الغدة الدرقية، أما الرجال فتكون ناتجة عن أورام البروستاتا الخبيثة.
ألم وسط الظهر أو أسفله عند البالغين
معاناة ابنك أو ابنتك من آلام مفاجئة في وسط أو أسفل الظهر في مرحلة البلوغ، قد يشير إلى إصابتهم بدرجة من درجات اعوجاج العمود الفقري الوراثية أو المكتسبة.
ويحدث ذلك بسبب بعض العادات الخاطئة التي يرتكبونها مثل الجلوس بوضعيات خاطئة أو الاستخدام المفرط للهواتف، ويستدعي اكتشاف هذه الحالة الطبية إلى المتابعة الدورية لدى طبيب متخصص لتحديد التدخل الطبي المناسب.
أنواع أخرى لآلام الظهر لا ترتبط بفئات عمرية معينة
تظهر بعض أنواع آلام الظهر بصورة متفرقة -خاصة في منتصف وأسفل الظهر-، ولا تكون مرتبطة بفئات عمرية معينة، لكنها تتعلق إلى حد كبير بعادات صحية خاطئة تؤثر في صحة العضلات والعمود الفقري، لعل أهمها:
- زيادة الوزن.
- الجلوس فترات طويلة بوضعية خاطئة.
- النوم ساعات طويلة على مرتبة غير مريحة وبوضعية خاطئة.
- قلة النشاط البدني.
- التدخين.
وقد تعاني بعض النساء هذه الآلام خلال فترة الحمل، بسبب الضغط الذي سببه وزن الجنين على فقرات العمود الفقري.
وعلى الأغلب يختفي هذا النوع من آلام الظهر بمجرد تغيير بعض العادات اليومية، والإقلاع عن وضعيات النوم والجلوس المؤذية لفقرات الظهر، ما يعني أن علاج وجع الظهر لدى كثير من المرضى ليس في استخدام مسكنات الألم، وإنما توجد وسائل أخرى.
علاج وجع ظهر لا ينطوي على مسكنات الألم فقط
أكد الدكتور أحمد فتحي الشيمي -استشاري جراحة وعلاج آلام العمود الفقري- أن علاج وجع الظهر لا بد أن ينطوي على مجموعة متكاملة من الأساليب التي تُحقق للمريض الشفاء التام -بإذن الله- ولا يعتمد على مسكنات الألم فقط.
ولعل أهم هذه الأساليب:
- الفحص المتكامل لمكان الإصابة سواء بالاختبار اليدوي أو عبر عمل الفحوصات اللازمة، وذلك لتحديد سبب المشكلة.
- الراحة التامة لتخفيف وطأة ألم الظهر.
- اتباع وضعيات النوم والجلوس الصحيحة، وجلب كافة الأشياء التي تساعد في ذلك مثل المراتب الطبية ومساند الظهر الطبية.
- تقوية عضلات الظهر من خلال ممارسة بعض التمارين تحت إشراف متخصص في العلاج الطبيعي.
- تناول بعض الأدوية للسيطرة على الألم وتحفيز تعافي العضلات، مثل فيتامين (ب) المركب.
- الخضوع لبعض جلسات العلاج الطبيعي التي يوصي بها الطبيب إذا لزم الأمر.
- اتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن.
ومن خلال ما ذكرناه، نستنبط أن علاج ألم الظهر يختلف بين مريض وآخر حسب سبب المشكلة وتوقيت ظهور الأعراض والفئة العمرية، لذلك يستدعي التشخيص بعناية ووضع الخطة العلاجية السليمة لها، وذلك وفقًا لخبرة ودراية جراح العمود الفقري المتولي دراسة الحالة.
ولعل ذكر الخبرة والتمرس يحتم علينا الإشارة إلى الدكتور أحمد فتحي الشيمي، فهو يمتلك سنوات طويلة من العمل الجاد والتفاني في علاج مرضى آلام الظهر.
بادر بحجز موعد مع الطبيب من خلال التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة فيما يلي:
أقرا كذلك عن
كيفية علاج الانزلاق الغضروفي الفقرة الرابعة والخامسة
افضل دكتور عظام وعمود فقري في مصر
المصادر:
للمزيد من المعلومات